12 تموز

القديسة فيرونيكا التي شفاها الرب

 حدث ذلك على مقربة من بحر الجليل ، في ظهيرة يوم صيفي عندما كان الرب منشغلا بشفاء المرضى والكرازة بالانجيل .

قامت امرأة وعزلت نفسها عن الجمهور الذي كان يتبع الرب ، وتجاسرت ان تتبع المسيح ، كان اسمها فيرونيكا ، وكانت تعاني من مرض مزمن ادى بها الى نزيف مستمر جعلها ضعيفة ومريضة باستمرار ، ولما ارادت ان ترتاح من اوجاعها ، رغبت ان تقترب من الرب بهدوء ، وان تلمس هدب ثوبه .

وانجيل لوقا يروي القصة بجمال ، وعلى النحو التالي : ” وبينما هو ماض ، كانت هناك امرأة نازفة دم منذ اثنتي عشرة سنة انفقت كل ما تملكه على الاطباء وما قدر احد ان يشفيها ، فدنت من خلف يسوع ولمست طرف ثوبه ، فوقف نزف دمها في الحال ، فقال يسوع من لمسني ؟ فأنكروا كلهم فقال : لأني شعرت بقوة خرجت مني ، فلما رأت المرأة ان امرها قد انفضح ، جاءت ترتجف ، وارتمت على قدميه واخبرته امام الناس كلهم لماذا لمسته وكيف شفيت للحال ، فقال لها : ” يا ابنتي ايمانك خلصك ، فاذهبي بسلام ” ( لوقا 8 : 43 – 48 ) .

ولئن كان يعرف القليل عن هذه المرأة ، الا ان قصتها هذه الهمت الكثيرين من المسيحيين ، وذلك لكونها تعكس الكثير من الايمان ، لعل فيرونيكا هي من سكان احدى القرى المجاورة لبحر الجليل ، كذلك فان هناك روايات تقرنها بأمرأة حزينة تجفف وجه يسوع بينما كان يسير نحو الصلب ، ومن ثم تكتشف ان صورته انطبعت على منديلها الابيض ، الا ان هذه الرواية لا ترد في الانجيل ، ويبدو انها ظهرت في القرن الثالث عشر حيث شاعت بعض الروايات بكثرة عن يسوع .

وفي اللحظة التي تتجاسر فيها فيرونيكا ان تلمس يسوع املة ان تنال الشفاء ، نتعلم كم هي عظيمة الثقة بالله الذي يحبنا والذي يريد شفاءنا من ضعفاتنا .