القديس ديمتريوس :

___________

عاش القديس ديمتريوس في مدينة تسالونيكي ايام الامبراطور مكسيميانوس في اواخر القرن الثالث. كان والده قائداً عسكرياً انشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، كما على التقى من العلم قدراً وافراً ثم انخرط في الجندية كأبيه وأضحى قائداً عسكرياً. وكان مكسيميانس قد عيّنه، رغم صغر سنه، قائد جيش تساليا وقنصل (حاكم) اليونان، كان ديمتريوس مؤمنا بيسوع المسيح يعلّم كلمة الله علنا ويعمل بها، وقد آمن كثيرون بواسطته رغم الاضطهاد.

لما انتصر الامبراطور مكسيميانوس امبراطور الغرب على الإسكيثيين سنة 290، مرّ على تسالونيكي في طريقه الى ميلان، أمر بتقديم الذبائح لآلهة الوثنيين وبأقامة مهرجانات النصر، استغنم الوثنيون الذين كانوا يحسدون ديمتريوس فرصة وجود الامبراطور فوشوا بالقائد الشاب انه مسيحي، غضب الامبراطور غضبا شديدا لان ديمتريوس لم يكتف باعتناق المسيحية بل كان يبشّر بالإنجيل ويستغلّ مركزه الرسمي للبشارة. فجرده الامبراطور من ألقابه وشاراته وأمر بسجنه ريثما يقرر ما سيفعله به.

جرت العادة ان تنظّم حفلات مصارعة اثناء مهرجانات النصر وكان هناك بطل اسمه لهاوش يقتل كل منافسيه ويربح كل المباريات. تحداه شاب مسيحي اسمه نسطر وكان ضعيف البنية مؤمنا. طلب أدعية ديمتريوس في السجن ودخل الحلبة صارخا: يا اله ديمتريوس اعنّي، فنازل لهاوش وصرعه. فغضب الامبراطور وأمر بقتل نسطر وديمتريوس وخادمه الذي صنع العجائب بلباس القديس وخاتمه. أما رفات القديس فأخذها رجال اتقياء سرا ودفنوها. وقد اعطى الله علامة لقداسة شهيده أن طيباًً، اخذ يفيض من بقاياه ويشفي الكثيرين من امراضهم، مما جعل الكنيسة تسميه بـ “المفيض الطيب”. وضريحه مودع في كنيسة تحمل اسمه في قلب مدينة تسالونيكي