القدّيسة الشهيدة بربارة

St Barbara

تعيّد الكنيسة الأرثوذكسيّة في الرابع من كانون الأوّل للقدّيسة الشهيدة بربارة

قدّاس العيد:
الأربعاء 3 كانون الأوّل ، الساعة 6.00 مساءً
المكان: كنيسة القدّيسين بطرس وبولس

ولدت بربارة من أبوين وثنيين غنيين جداً في مدينة نيقوميديا بأسيا الصغرى وكانت وحيدة أبيها ديسقورس الذي بني لها قصراً فخماً جداً به كل وسائل الترفيه والمتع والأساتذة الوثنيين لتعليمها .

كانت بربارة رقيقة جداً مرهفة الحس وتسأل دائماً كيف أن هذه الأصنام تدعي آلهة .. كيف تحكم هذه الأصنام الكون .. أين خالق الكون ؟ ورتبت العناية الألهية أن تكون في القصر خادمة مسيحية قصت على بربارة قصة أدم وحواء وسقوطهما . وأحتياج العالم لمخلص وقصة الصلب والعذراء وأعمال أبائنا الرسل والأسرار المقدسة ثم أرشدت بربارة لعالم مسيحي يدعي أوريجانوس ليرد على كل تساؤلاتها . فأرسلت إليه بربارة وكشف عن كل أفكارها .. ثم فأرشدها وأرسل لها رسالة قيمة بها تعاليم عن العقيدة المسيحية وسلمها لها تلميذه فالتيانوس الذي عرفها الأسرار وعمدها وناولها وعندئذ نذرت نفسها للمسيح كراهبة لعريسها السماوي .. كل ذلك دون أن يعرف والدها شئ عن اعتناقها المسيحية ونذرها.

دخل ديسقورس على بربارة ففوجئ بتغير كبير جداً من حيث زهدها في الملابس وطريقة كلامها ففاتحها في موضوع زواجها فأجابت بكل أدب ووداعة : ” أنت وحيد في هذه الدنيا يا أبي ولا أريد أن أتركك وأتزوج بل أكون في خدمتك كل حياتي ولا سيما وأنت الآن قد شخت ومحتاج إليّ ” فحسن الكلام في عينه وتركها … ولكن بعد ذلك لاحظ الصلبان على الأعمدة ولاحظ شدة النسك والزهد فسألها عن حالها فصارحته بأنها مسيحية.

ذهب ديسقورس للوالي مركيانوس في حزن وأسف شديد وأخبره بالكارثة الكبيرة جدا أن بربارة وحيدته تتبع المسيح فاستحضرها الوالي وأخذ يلاطفها ووعدها أنها ستكون أميرة كبيرة ثم هددها بالعذابات فقالت بربارة ” أن جسدي سيأتي يوما ويموت أما روحي فخالدة ستذهب لعريسها السماوي ” فقال لها ” اتركي عريسك هذا لأن بسببه سيحل عليك عذابات كثيرة جداً ” فقالت ” من سيفصلني عن محبة المسيح أشدة أم ضيق أم اضطهاد ” فأمر مركيانوس بعذاب القديسة عذابات شديدة ووضعها في سجن مظلم .

شاهدت هذه العذابات شابة غير مسيحية تدعي يوليانه فتأثرت جداً وبكت بكاء شديد ولكنها فوجئت في الصباح بالقديسة بربارة واقفة أمام الوالي وهي سليمة من جراحاتها فاندهشت عندما قال مركيانوس الوالي ها إلهه قد قام بشفائك … فصرخت بربارة ليست ألهتك لأنها أصنام لا تتحرك إنما الذي شفاني هو إلهي ومخلصي وعريس نفسي يسوع المسيح الذي أنا أعبده وأشتهي أن أموت من أجله لأنه هو مات ليحييني … فأنا لا أهاب عذاباتك ولا أهاب أسلحة جنودك ولن يتغير إيماني … فاغتاظ الوالي جدا وأمر بتعذيبها أشد العذابات وأمر بحرقها بالنار وقطع ثدييها فلما رأت الشابة يوليانه كل هذا صرخت في وجه الوالي قائلة أنا مسيحية أنا مسيحية … كالمعتاد أخذ يلاطفها ثم أمر بعذابها أيضاً .

أمر الوالي مركيانوس بقطع رأس القديسة بربارة ويوليانه إلا أننا نفاجأ بديسقورس يستأذن الوالي في كل قسوة وكبرياء بأن يقوم هو بنفسه وبسيفه بقطع رأسها وفعلا مددت الابنة رأسها لأبيها فقطعها بالسفتمّ استشهادها في اليوم الرابع من شهر كانون اول .