ذكرى القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم

Image

في الثالث عشر من تشرين الثاني، تحتفل الكنيسة بعيد القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم رئيس أساقفة القسطنطينيّة.
القدّاس الإلهيّ: الإثنين 12 تشرين الثاني، الساعة 6.00 مساءً

طروباريّة :
لقد أشرقت النعمةُ من فمك مثل النار وأضاءت المسكونة ووضعت للعالم كنوز عدم محبّة الفضّة وأظهرت لنا سموّ الاتّضاع، فيا أيّها الأب المؤدّب بأقواله يوحنّا الذهبيّ الفم تشفّع إلى الكلمة المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

نبذة عن حياته:
أبصر يوحنّا الذهبيّ الفم النوّر على الأرجح سنة 347م. كان أبواه من علّيّة القوم، والده قائداً للجيش الشرقيّ في الأمبراطوريّة وكان وثنيّاً، بينما والدته كانت مسيحيّة. فبعد أن توفّي زوجها ربّت ابنها للمسيح.

تتلمذ في انطاكية للفيلسوف ليبانيوسز أخذ عنه فنون الخطابة والآداب الأغريقيّة. اقتبل المعموديّة في سن الثامنة عشرة او الثالثة والعشرين، ومعّمده كان القدّيس ملاتيوس الأنطاكيّ أسقف انطاكية الذي اتخذه قندلفتاً ثم ّقارئاً. كانت رغبة يوحنّا أن يترهّب، غير أن أمّه حالت دون ذلك فحوّل بيته إلى دير وانقطع عن العالم وصار ناسكاً، ويبدو أنّه اقتنى الصلاة النقيّة وهدوء الذهن ووداعة لا تتزعزع.

بعد وفاة والدته، انتقل إلى الجبال حيث أمضى 6 سنوات في العيش مع الرهبان. ثمّ سيم شمّاساً في العامّ 381م، وبعد خمس سنوات سيم كاهناً وسُمح له بالوعظ في حضور الأسقف الجديد على الكرسيّ الأنطاكيّ وكان هذا حدثاً فريداً. وفي انطاكية ألقى أهمّ عظاته التي انتفع منها المؤمنون وتناولت المواضيع الحياتيّة المسيحيّة كافّة.

وفي السنة 398م رئس يوحنّا كرسيّ كنيسة القسطنطينيّة. استقطبت عظاته جموعاً عديدة من المؤمنين وكان تعامله عاديًّاً جدًّا مع الجميع، وحمل على حياة البذخ والترف، والتزم خطّ الفقر الإنجيليّ. تواجه مع القصر الأمبراطوريّ، وبخاصّة مع الأمبراطورة أفدوكسيا بسبب تشدّده في الكلام على الترف والفسق والرذيلة.

وكان يتربّص بيوحنا عددٌ من الأعداء بسبب محبّته العظيمة واحتقاره المجدَ الباطل. نُفي أكثر من مرّة في عهد الأمبراطورة أفدوكسيا. وفي النفي الأخير كان له رسالة مؤثرة لأسقف اسمه كيرياكوس يشدد فيها أنّه يفضل النفيَ على الرضوخ للأمبراطورة.
رقد سنة 407م وكان قد أتمّ الستّين من عمره.