إثنين الروح القدس

http://www.alshahara.com/Album/albums/userpics/10001/%C7%E1%DA%E4%D5%D1%C9.jpg

أحد العنصرة هو عيد ميلاد الكنيسة حيث حل الروح القدس على التلاميذ الذين بدورهم ذهبوا وبشروا العالم بالخلاص الآتي من الإله الحقيقي أي الثالوث القدوس.

نعيد في أحد العنصرة للشخص الثالث من الثالوث القدوس أي “الروح القدس”، ولذلك نصرخ قائلين: ” قد نظرنا النور الحقيقي وأخذنا الروح السماوي”، الروح القدس هو شخص لكنه أفضل من الإنسان وحتى الملائكة، هو الشخص الثالث لثالوث القدوس، مساو في الجوهر والعرش للآب والابن، وكما أن الآب هو الإله الحقيقي والابن هو الإله الحقيقي كذلك الروح القدس هو الإله الحقيقي، منبثق من إله حقيقي. الآب إله كامل والابن إله كامل كذلك الروح القدس إله كامل, وهم ليسوا ثلاث آله بل إله واحد، هذا سر الأسرار أي سر الثالوث، الذي يتم بالمعرفة والإيمان بالشيء الذي لا يرى “وأما الإيمان فهو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لا ترى” (عبر1:11).

ما هو عمل الروح القدس؟ الآب والابن يعملون كل شيء بواسطة الروح القدس، إن كان الأب قد رتب الخلاص للبشر والابن تجسد آخذاً الطبيعة البشرية وصلب وقام لخلاص البشرية فإن الروح القدس يعمل عبر أسرار الكنيسة، أو بحلوله حيث يشاء، يحقق هذا الخلاص لكل مؤمن.

من يوم العنصرة يبقى الروح القدس في الكنيسة مُنيراً ومرشداً وحافظاً إياها من الفساد وقائداً إياها لملئ الحقيقة.

تميّزت الفترة ما قبل المسيح بخصوصية للآب، وفترة تجسد المسيح عُرفت بحضور الابن المتجسد أما من يوم العنصرة وما بعد فإنها فترة حضور للروح القدوس، والكثير منا يتجاهلون الروح القدس وإلوهيته ولا يهتمون كفاية بالشخص الثالث للثالوث القدوس. التبشير بعمل المسيح وتعاليمه هو شيء ضروري جداً ومهم ولكنه ليس حسن أن نتجاهل عمل الروح القدس. هو حسنٌ أن نرفع أّذهانا لله الآب ولكنه سيء أن لا نفكر بالروح القدس، بالشخص الثالث “ألمساو للآب بالجوهر”، إذا نسينا الروح القدس في عبادتنا فهي علامة الفقر الروحي لأننا نسينا نبع الفضائل المسيحية، الروح القدس.

يبقى السؤال المهم: ماذا أعمل حتى أبقى على تواصل مع الروح القدس، بالتالي أيضاً مع الثالوث القدوس؟

أولاً علينا أن لا نحزنه بخطايانا، ثانياً أن نصير في شركة حقيقية معه عبر الكنيسة، ثالثاً أن نعطيه حقّه في عبادتنا وليتورجيتنا بأن تكون ثالوثيه بامتياز.

أيها الملك السماوي المعزي روح الحق الحاضر في كل مكان المالئ الكل كنز الصالحات ورازق الحياة هلما واسكن فينا وطهّرنا من كل دنس وخلص أيها الصالح نفوسنا. أمين.

الأرشمندريت سلوان أونر

المقال نقلاً عن موقع المنارة