8 ايلول

عيد ميلاد والدة الاله

ان ولادة مريم المباركة والدة الاله الدائمة البتولية ، كانت في بلدة نائية مغمورة تدعى الناصرة ، من اعمال الجليل في الارض المقدسة ، وذلك الحدث المقدس هو خطوة مهمة على الطريق الطويل الذي ادى الى ولادة يسوع المسيح ابن الله ومخلص العالم .

ان اسم مسقط رأس مريم البتول يعني ( مكان ظهور الازهار )، والقدرة العجيبة التي للاسم يمكن ان تشاهد في رواية اختيار العناية الالهية لوالدي ام الله كي يقتبلا هذه الطفلة القديسة .

كانت مريم البتول ابنة للقديسين يواكيم وحنة ، زوجين تقيين كانا يتألمان جدا لعدم قدرتهما على الانجاب حتى وقت لاحق من حياتهما بحسب شواهد كثيرة من تلك الحقبة ، ولما كانت حنة عاقرا ، فقد انتقدت مرارا على انها غير جديرة ببركة الله .

وتعاظم احتقار الزوجين الشيخين ، حتى ان كاهن الهيكل في الناصرة رفض ان يقبل ذبيحة يواكيم في خدمة السبت ! وكان الرفض مدعاة لألم عظيم ، الا ان يواكيم وحنة لم يكفا عن الصلاة رغبة في ان يكون لهما طفل .

وبأشكال شتى فان الازدراء الذي عاناه والدا مريم البتول من قبل اترابهما ، من شأنه أن يصوّر على نحو كامل ، الظروف الوضيعة التي سيولد فيها يسوع المسيح لاحقا ،

عاش هذان الزوجان المصليان حياة متواضعة وهادئة رغم انهما كانا من اصل ملوكي ، كان القديس يواكيم ابن برباهيرا ويتحدر من داوود مباشرة عبر ناثان ، اما القديسة حنة فكانت ابنة منّان كاهن يتحدر من هارون شقيق موسى ، واول الكهنة .

في الوقت الذي اصبحت فيه مريم حبلى ، كانت الناصرة صغيرة وغير مهمة، تقوم في ظل مدينة عظيمة مجاورة ، ومع ذلك فان هذا المكان الوضيع سيكون موضع اختيار العناية الالهية كي يكون مسقط رأس مريم والدة الاله .

ان سيرة البتول مريم هي اظهار عجيب لمبدأ المسيحية : ان يكون الله قد اختار ان يرسل ابنة انسانا الى العالم كي يخلص به العالم من الخطيئة والموت ، وكما اظهر كثيرون من الاباء القديسين ولاهوتيو العهد الجديد ، على مر العصور ، فان قبول مريم البتول للدور بولادة المخلص ، هو احد اسمى الدلائل على ولاء البشرية لله في كل تاريخ المسيحية .

 ابوليتيكيون باللحن الرابع

” ميلادك يا والدة الاله بشّر بالفرح كل المسكونة ، لأنه منك اشرق شمس العدل المسيح الهنا ، فحلّ اللعنة ووهب البركة ، وابطل الموت ومنحنا حياة ابدية “.

قنداق باللحن الرابع

” ان يواكيم وحنة من عار العقر اطلقا ، وادم وحواء من فساد الموت اعتقا ، بمولدك المقدس ايتها الطاهرة ، فله ايضا يعيّد شعبك اذ قد تخلص من وصمة الزلات ، صارخا نحوك : العاقر تلد والدة الاله المغذية حياتنا “.