هل الخوف نعمة أو نقمة؟

  بقلم: الأب انطونيوس مقار إبراهيم

 كي يتسنى لنا التأمل في هذا الموضوع علينا أن نطرح بعضاً من الأسئلة التي ربما تفيدنا في حياتنا: ما هو الخوف؟ وكيف نتخلص منه؟.. وما هو الفرق بين الخوف والمخافة؟ وهل هناك ما يسمى خوف إيجابي وخوف سلبي؟ أو بمعنى أخر: هل من خوف نافع وخوف ضار؟.. وهل هو مرض أم تقوى؟.. نعمة أم نقمة؟ هل هناك مواعيد من الله تطمئنا عند خوفنا؟.. كثيرةٌ هي الأسئلة والأفكار التي تجول في خاطري وخاطر البعض منكم حول موضوع الخوف. وأريد أن أطمئنكم كما أطمئن ذاتي بما قاله المرنم في المزمور “الرب نوري وخلاصي فممن أخاف؟” (مز4:23).

 الخوف هو:

كثير من علماء النفس يقولون عن الخوف أنه موجود في الإنسان بالفطرة أي غريزة طبيعية في حياة الإنسان رافقته يوم أن سقط في الخطيئة طيلة أيامه وصار وسيلة إنذار أو تنبيه للإنسان عن خطرٍ ما يقع فيه وهنا نقول أنه خوف مفيد يتخذ منه الإنسان موقف استعداد لمواجهة الخطر المحدق به.

غالباً ما نشعر جميعنا بالخوف من: الظلام، أو المكان الذي نذهب إليه للمرة الأولى، أو الشخص الذي نلتقيه لأول مرة، أو الخوف من المسؤول، والخوف من المجهول أو الخوف من الحيوانات فكثير من الناس يخافون من القطط والكلاب ومن يخافون الفئران. ربما تكون هذه الموقف في ذاتها مفيدة أو ضارة.

أولاً: خوف الله عندما يكون نعمة:

هنا يمكنا أن نقول بصدق وإيمان أن الخوف الذي نشعر به بأنه هو من عند الرب فبدون شك يكون خوف إيجابي نافع لحياة المؤمن فهو يدفعه إلى المخافة والفطنة والحكمة هذا هو أكثر المعاني التي يستخدم فطيها الخوف في كلمة اللـه، ومخافة اللـه تعني مهابة اللـه وخشيته.

مخافة الله أساس الإيمان به :

 هذه المخافة تحيي في الإنسان المهابه: “عند اللـه جلال مرهب. القدير لا ندركه. عظيم القوة والحق وكثير البر. لا يُجاوب. لذلك فلتخفه الناس” (أيوب 37: 22 ـ 24). وتظهر عظمة الله في قدرته على الخلق حتى يبدو كل شيء عظيم يبدو أمام الإنسان الذي إذا نظر إلى فوق ارتفاع شاهق، أو وادٍ عميق، أو الفضاء السحيق الذي ترصعه النجوم، أو عبر محيط شاسع، هناك يشعر بالرهبة والرعب، أمام اللـه. ويترنم مع المرنم قائلاً: “أيها الرب سيدنا ما امجد اسمك في كل الأرض حيث جعلت جلالك فوق السموات. من أفواه الأطفال والرضّع أسست حمدا بسبب أضدادك لتسكيت عدوّ ومنتقم إذ أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كوّنتها فمن هو الانسان حتى تذكره وابن آدم حتى تفتقده” (مز 8: 1 -4).

خوف الله يأتي بالبركات للإنسان ويحفظه من الخطأ:

 يقول المرنم: “هو ذا عين الرب على خائفيه الراجين رحمته. لينجي من الموت أنفسهم وليستحييهم في الجوع” ( مز 33: 18و19). ونقرأ في سفر المثال: “مخافة الرب تزيد الأيام” (أم 10: 27)، و”مخافة الرب ينبوع حياة” (أم 14: 27)، و”مخافة الرب … غنى وكرامة وحياة” ( أم 22: 4، انظر مز 61: 5، 119: 37و38). ومن أشهر الأقوال: “بدء الحكمة مخافة الرب” (أم 9: 10)، ” ورأس الحكمة مخافة الرب” (مز 111: 10)، و” مختفة الرب رأس المعرفة” ( أم 1: 7)، و”مخافة الرب أدب حكمة” ( أم 15: 33). ويلخص داود بركات مخافة الرب في القول: “يعمل رضى خائفيه وسيمة تضرعهم فيخلصهم” (مز 145: 19)، “وأعظم جودك الذي ذخرته لخائفيك” (مز 31: 19، انظر أيضاً 34: 9). وقد وصف إشعياء – بروح النبوة – المسيا بأن “لذته تكون في مخالفة الرب” (إش 11: 3)، و”مخافة الرب هي كنزه” ( إش 33: 6). ويقول ملاخي عن لسان الرب: “ولكم أيها المتقون اسمي تشرق شمس البر والشفاء في أجنحتها” (ملاخي 4: 2). ويهتف المرنم: “خلاصة قريب من خائفية” (مز 85: 9). وهي أنه قوة تحفظ من الخطأ، فباستمرار كان التحذير لإسرائيل من عواقب الخطأ، فيقول موسى: “فالآن يا إسرائيل ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتقي الرب إلهك لتسلك في كل طرقة وتحبه، وتعبد الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك” ( تث 10: 12). ويقول الحكيم: “في مخافة الرب الحيدان عن الشر “(أم 16: 6). فمخافة اللـه – بناء على كل هذا – هي عبادة الله وخدمته، ونتائج الفشل في ذلك واضحة كما في كل حالات الخيانة والظلم والنفاق .

ثانياً: الخوف عندما يكون نقمة

العجز – التدمير – القتل – الهلوسة –الفزع – الرعبة

هذا ما يسمى خوف العجز، ويصير عدو للإنسان، لأنه يهبط من عزيمته، ويشوش ذهنه، ويربك تفكيره ويدمر حياته. وقد جاء الخوف للعالم نتيجة السقوط (تك 3: 10) حيث يقول آدم: “سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان فاختبأت”.

 يدمر الخاطئ والشرير: “الشرير يهرب ولا طارد” (أم 28: 1). طرد قايين من وجه الرب، فملأهُ الخوف وقال للرب: “فيكون كل من وجدني يقتلني” (تك 4: 14)، لقد قتل فأصبح يخشى أن يقتله غيره. كما أن مخاوف هيرودس طاردته بعد أن قطع رأس يوحنا المعمدان (مت14: 1و2)، ففي هلوسة الإنسان المفزعة يخشى كل أنواع الشرور والعوز والخراب والهلاك.

الخوف ذاته عدو قاتل، لأن “خوف الشرير هو يأتيه” (أم 10: 24). ويقول إشعياء: “مخاوفهم أجلبها عليهم” (إش 66: 4). فالخوف يربك الشرير، يشل قوى الخائف ويحيده عن الايمان كما حصل مع التلاميد عندما تحوَّل الإيمان إلى خوف، فعندما رأوا يسوع ماشياً فوق البحر الهائج “اضطربوا … ومن الخوف صرخوا لأنهم ظنوه خيالاً” (مت 14: 26).

الخضوع والمثول الدائم في حضرة الرب يحولنا إلى حياة النعمة

 قال داود: “لا أخاف شراً لأنك أنت معي” (مز23: 4)، الرب لإبراهيم: “لا تخف يا أبرام. أنا ترس لك” (تك15: 1). وعلى لسان إشعياء: “لا تخف لأني فديتك … لا تخف لأني معك” (إش 43: 1و5)، (مز34: 7) ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم.

نحن عندما نحب لا نشعر بالخوف لأن الله محبته كاملة ظهرت في المسيح يسوع، “لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج، فلا نخشى الجوع أو العري أو المرض أو الآلام، أو الناس الأشرار أو الموت أو الدينونة، فقد قال لنا المسيح: “لا تخف أيها القطيع الصغير لأن أباكم قد سر أن يعطيكم الملكوت” ( لو 12: 32).

ختاماً إخوتي الأحباء

 عندما نمر بظروف صعبة في حياتنا وأكثر الأوقات التي ننزعج فيها لضعفنا البشري من خبرٍ مزعج أو تقلبات في المواقف أو حالة فشل نشعر وكأن الدنيا أظلمت أمام أعيننا وانسدت الأبواب في وجهنا وضلينا الطريق علينا أن نعود إلى مبدئ إيماننا ومتممه يسوع المسيح وننظر إليه إلهاً محباً رؤوف طويل كثيرة الرحمة وجزيل التحنن.

 

واليك هذه الكلمات المطمئنة والموجهة لك من الرب

حينما تشعر بالخوف من:

تذكر قول الرب لك:

المرجع:

الله

لا تخف لأني فديتك.  دعوتك باسمك.  أنت لي . إذ لم تأخذوا روح العبودية أيضًا للخوف بل أخذتم روح التبني، الذي به نصرخ يا أبا الآب

أش 43/1

رو8: 15

الناس

أنا هو معزّيكم. من أنتِ حتى تخافي من إنسان يموت، ومن ابن الإنسان الذي يُجعل كالعشب.  وتنسي الرب صانعك باسط السموات ومؤسس الأرض الرب لي فلا أخاف، ماذا يصنع بي الإنسان؟ حتى أننا نقول واثقين: الرب معين لي فلا أخاف، ماذا يصنع بي إنسان؟

إش51: 12

مز118: 6

عبر13: 6

الشيطان

لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت، أي إبليس، ويعتق أولئك الذين خوفًا من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية من خوف العدو احفظ حياتي

عب2:14/

مز64/15

الموت

أيضاً إذا سرتُ في وادي ظل الموت لا أخاف شرًّا لأنك أنت معي ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعًا كل حياتهم تحت العبودية.

مز23:4 عب2: 15

الاحتياج

لا تخف أيها القطيع الصغير، لأن أباكم قد سُرَّ أن يعطيكم الملكوت لا تخافي، لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها مُحصاة،  فلا تخافوا.  أنتم أفضل من عصافير كثيرة

لو12:32 تك21: 17 مت10/30

الليل

لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير في النهار.  ولا من وبإ يسلك في الدجى، ولا من هلاك يفسد في الظهيرة.  يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك.  إليك لا يقرب .هكذا يقول الرب صانعك وجابلك من الرحم معينك: لا تخف يا عبدي يعقوب ويا يشورون الذي اخترته.

مز91: 5–

إش44: 27

الألم

لاتخف البتّة مما أنت عتيدٌ أن تتألم به

رؤيا2: 10

المسؤوليات

الرب سائرٌ أمامك.  هو يكون معك.  لا يهملك ولا يتركك. لا تخف ولا ترتعب. «أما أمرتك.  تشدد وتشجع.  لا ترهب ولا ترتعب لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب. وقال لا تخف أيها الرجل المحبوب سلامٌ لك.  تشدّد.  تقوَّ.  ولما كلمني تقوّيت وقلت ليتكلم سيدي لأنك قوّيتني.

تث31: 8 يش1: 9 دان10: 19

الحوادث والأخطار

وقف بي هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده قائلاً: لا تخف يا بولس.  ينبغي لك أن تقف أمام قيصر.  وهوذا قد وهبك الله جميع المسافرين معك.فقال لهم ما بالكم خائفين يا قليلي الإيمان.  ثم قام وانتهر الرياح والبحر فصار هدوٌّ عظيم.

أع27: 23 مت8: 26

ظلم واضطهاد

هكذا يقول الرب. لا تخف بسبب الكلام الذي سمعته الذي جدف عليّ به غلمان ملك أشور.أما أنت يا ابن آدم فلا تخف منهم ومن كلامهم لا تخف… من كلامهم لا تخف ومن وجوههم لا ترتعب، لأنهم بيت متمردٌ.

إش37: 6 حز2: 6

المستقبل

«لا تخف، أنا هو الأول والآخر والحي وكنت ميتاً وها أنا حيٌ إلى أبد الآبدين.لا تضطرب قلوبكم.  أنتم تؤمنون بالله فآمنوا بي.  في بيت أبي منازل كثيرة، وإلا فإني كنت قد قلت لكم.  أنا أمضي لأعد لكم مكانًا.  وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا.

رؤ1: 17

يو14: 1-3

الوحدة

لا تخف لأني معك.  لا تتلفت لأني إلهك.  قد أيّدتك وأعنتك وعضدتك بيمين بري.لا تخف فإني معك.

إش41: 10 إش43: 5

زلازل وكوارث

الله لنا ملجأ وقوة.  عونًا في الضيقات وُجد شديدًا.  لذلك لا نخشى ولو تزحزحت الأرض ولو انقلبت الجبال إلى قلب البحار. في يوم خوفي أنا عليك أتكل .

مز46: 1، مز56: 32

هجرة وسفر

أنا إله إبراهيم أبيك.  لا تخف لأني معك.فقال أنا الله إله أبيك.  لا تخف من النزول إلى مصر لأني أجعلك أمة عظيمة هناك.  أنا أنزل معك إلى مصر وأنا أٌصعدك أيضًا

تك26: 24

تك46: 3

أخبار سيئة

لا يخشى من خبر سوء.  قلبه ثابت متكلاً على الرب.  قلبه ممكَّن فلا يخاف.

مز112: 7

المجهول

إذا اضطجعت فلا تخاف بل تضطجع ويلذ نومك.  لا تخشى من خوف باغت ولا من خراب الأشرار إذا جاء. لأن الرب يكون معتمدك ويصون رجلك من أن تؤخذ.

أم3: 24

 الفشل

قال الرب ليشوع لا تخف ولا ترتعب. لأني بيدك قد أسلمتهم. لا يقف رجل منهم بوجهك. لا تخف، آمن فقط.

يش8: 1 يش10: 8 مر5: 36

 الخطأ

لا يدع رجلك تزل. لا ينعس حافظك. حينئذ ترفع وجهك بلا عيبٍ وتكون ثابتًا ولا تخاف.

مز121: 3 أي11: 15

الآخرين

أما خوفهم فلا تخافوه ولا تضطربوا. أما أنتم فحتى شعور رؤوسكم جميعها محصاة.  فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة.

1بط3: 14 مت30:10

سلامًا أترك لكم.  سلامي أعطيكم.  ليس كما يعطي العالم أعطيكم أنا.  لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب.

يو27:14).

أي شيء

طلبت إلى الرب فاستجاب لي، ومن كل مخاوفي أنقذني. الرب نوري وخلاصي ممن أخاف.

لا خوف في المحبة، بل المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج.  لأن الخوف له عذاب، وأما من خاف فلم يتكمَّل في المحبة.

مز34: 4 مز27: 1

1يو4/18.